السبت، 20 نونبر 2010

الرباط انتصرت في معاركها الإعلامية مع البوليساريو والصحافة الأوروبية

الصّور ومقاطع الفيديو ... سلاح ذو حدّين في أحداث العيون المغربيّة
استعرت حدة الحرب الإعلامية الطاحنة بين المغرب والبوليساريو ووسائل إعلام أوروبية على خلفية أحداث العنف في مدينة العيون بالصحراء الغربية، ورغم ما بدا عليه من المغرب من ضعف في جولات الحرب الأولى، إلا أنه سرعان ما خرج من غفوته، عندما أبرز ما يحدث من حقائق على أرض الواقع.
 اندلعت الشرارة الأولى للحرب الإعلامية بين المغرب والبوليساريو، عندما نصب صحراويون خيامهم في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي بمنطقة كديم إزيك ضاحية مدينة العيون، كبرى مدن الصحراء الغربية بالجنوب المغربي، إذ اعتبر المغرب ما يجري – بحسب مشرفون على المخيم - "طريقة للتعبير عن مطالب اجتماعية". وأعلن زير الداخلية الطيب الشرقاوي في حينه أن هذه الطريقة مقبولة في دولة "ديموقراطية تكرم الإنسان"، بينما رأت البوليساريو أن هذا المخيم يأتي تأكيداً لما ظلت تناضل من أجله البوليساريو، وهو رغبة الصحراويين تقرير مصيرهم من خلال دولة منفصلة عن المغرب. وبدأ تضارب المعلومات منذ الأيام الأولى، لكن في البداية اقتصر على أهداف المخيم. حيث كان المغرب يسعى من خلال السماح للصحراويين بإقامة المخيم إظهار ديموقراطيتة.
المغرب تائه
الأمور بدأت تأخذ أبعادا أخرى، فمسؤولون مغاربة بدأوا في تصريحاتهم يلمحون إلى "يد البوليساريو بدعم جزائري" في هذا المخيم، وشهدت الحرب تصعيدا آخر بعد مقتل الناجم الكارح (14 سنة)، في مطاردة للقوات العمومية المغربية ليلة 22 و23 تشرين الأول/أكتوبر. تضاربت الروايتان الرسمية المغربية ونظيرتها الصادرة عن البوليساريو، ومعهما الرواية التي نقلتها الصحافة الإسبانية حول الحادث.
واتخذ المغرب موقف الدفاع بدلاً من الهجوم، عندما أصبح يبرر أحداثاً ومواقفاً، بينما هاجمته بعنف البوليساريو والجزائر والصحافة الإسبانية. وكان وزير الخارجية والتعاون المغربي الطيب الفاسي الفهري قد انتقد بشدة طريقة تعامل الصحافة الإسبانية لمواضيع تهم المغرب.
خلال هذه الفترة سمح المغرب للصحافة الإسبانية بدخول المخيم، كانت المعلومة متوفرة بالأساس من قبل تنسيقية المخيم، التي أنيط إليها مهمة الإشراف على المخيم وأمنه، بينما اختارت السلطات المحلية ووزارة الداخلية المغربية الصمت.
مع مرور الأحداث وقرار القوات العمومية التدخل صباح الأحد الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري "حفاظا على السلامة الجسدية للأشخاص الموجودين به" كما برر ذلك وزير الداخلية المغربي، بدأت أخطر حرب للتواصل بين البوليساريو والجزائر والصحافة الإسبانية من جهة، ثم المغرب من جهة ثانية. خرجت صحف إسبانية تتحدث، منذ الساعات الأولى، عن "قمع دموي" لا سابق له في الصحراء الغربية، ثم بدأت البوليساريو والجزائر هجوما إعلاميا يوصي بدفع الأمم المتحدة إلى التدخل في منطقة ظلت تعتبرها مستعمرة وظل المغرب يعتبرها جزءا من أراضيه. ركز الهجوم على تهييج الرأي العام العالمي من خلال التأكيد على وجود عدد كبير من الوفيات.
نقلت صحافة الجزائر والصحافة الإسبانية هذه الأخبار وكأنها الحقيقة، كان الرد المغربي يشدد فقط على عدم وجود وفيات في أوساط المدنيين. مع بداية حرب شوارع بين شاب صحراوي يطالب بالإنفصال، وبين رجال أمن صدر أمر بعدم استخدامهم للذخيرة الحية، بدأ الثلاثي البوليساريو والجزائر والصحافة الإسبانية، تتحدث عن قتلى وعصيان مدني وانتفاضة شاملة في مدن الصحراء، مع التشديد على وجود قتلى في أوساط الأطفال والشيوخ. كانت المراسلات اليومية للصحف الإسبانية تعتمد على ما ينقله مواطنون انفصاليون وما يصرح به قادة البوليساريو وما تنشره وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية. بدأ الرد المغربي من خلال الإعلام المحلي، وكانت الصحف والقنوات العمومية تتحدث عن هجوم يستهدف المغرب من خلال تزييف وعي الرأي العام العالمي.
ولم تتحر الصحافة الإسبانية (في عمومها) من أخبار وصور تنشرها، فقد نشرت وكالة "إيفي" الإسبانية الشهيرة صورة رضع فلسطينيين كانوا ضحايا غارة إسرائيلية على غزة في هجومها الأخير وقدمتها على أنها صورة من أحداث العيون، ثم قامت القناة الإسبانية "أنتينا تريس" بنشر صورة عن مذبحة ارتكبها شاب ضد عائلته في حي سيدي مومن بالدار البيضاء، وقدمتها على أنها وقعت في العيون، حينها بدأت النوايا الهجومية للمغرب في حربه هذه، إذ اختار أن يضعف خصمه من خلال إظهار ادعاءاته وكذبه، فسارعت صحف إسبانية كثيرة نشرت الخبر إلى الإعتذار عن الخطأ، وبدأت البوليساريو والجزائر تعي ورطتها لأنها قدمت أرقاما مغلوطة، ففي الوقت الذي شدد فيه المغرب على وجود وفيات في القوات العمومية، بالإضافة إلى مواطن مدني واحد، استمرت البوليساريو تقدم حصيلة مرتفعة من الموتى المدنيين.
أخطاء مهنية
يعتبر إكناسيو سيمبريرو، الصحافي الإسباني في يومية "إلباييس" والمتخصص في قضايا المغرب، أن أخطاء مثل هذه ما كانت لتقع لو سمح للصحافة الإسبانية بالإنتقال إلى عين المكان. ودافع عن صحافة بلده قائلا إنها لم تصعد لهجتها تجاه المغرب، وقال إن السلطات المغربية أغلقت الباب أمام الصحافة الإسبانية". واعتبر تصرفات المسؤولين المغاربة سببا في ارتكاب أخطاء. هذا الأمر تشاطره النائبة في البرلمان المغربي والصحراوية كجمولة بنت أبي، إذ اعتبرت "منع صحافيين إسبان من الانتقال إلى الصحراء "خطأ فادح"، مضيفة أن هذا المنع "سيخلق عداوة نحن في غنى عنها، يجب أن نعرف أن اللغة الإسبانية هي لغة أساسية عند الصحراويين. كان على الدولة أن تأخذ بعين الإعتبار ذلك وأن تسمح للصحافيين المهنيين الذين لم يرتكبوا أخطاء مهنية بالإنتقال إلى العيون".
اختارت وزارة الداخلية وسيلة انتقدتها الصحافة المغربية بشدة، تتوخى الحذر وتقديم معطيات بطريقة غير مباشرة وتجنب الظهور، وكان أول ظهور رسمي لمسؤولين مغاربة في الإعلام بصحف فرنسية "لوموند" و"الفيغارو"، وكان هذا الظهور عبارة عن حوارات وتصريحات تنصف المغرب وتبرئ تهمة قتله للمدنيين، ورأى صحافيون مغاربة في هذا الأمر تحقيرا للمسؤولين المغاربة للصحافيين ولدورهم لأنهم اختاروا التحدث مع الأجنبي عوضا عن المغربي.
وكانت السلطات المحلية في مدينة العيون قد أنشأت خلية للتواصل وتقديم معطيات حول الموضوع، لكن هذه الخلية كانت موجهة فقط إلى وسائل الإعلام الرسمية (وكالة الأنباء الرسمية والقنوات العمومية) بينما تم استثناء الصحف المستقلة التي لا تعيد بشكل ببغاوي ما يصرح به المسؤولون. رغم بداية خروج المسؤولين المغاربة والإدلاء بتصريحاتهم، استمرت الصحافة الإسبانية التي لم يسمح لها بالإنتقال إلى مدينة العيون، في هجومها على المغرب.
الضربة القاضية
كان المغرب قد أعد شريطا قدم يوم الإثنين الماضي بوزارة الخارجية، وتم تصوير الشريط بسبع كاميرات تابعة للدرك الملكي، بالإضافة إلى كاميرا هاتف نقال لشخص اعتقلته السلطات، وخلال 14 دقيقة من الصور قدم المغرب أقوى معطيات حول ما حدث في العيون يوم الثامن من تشرين الثاني.، ووفقاً لما جاء في الشريط تضمنت المشاهد تنكيلاً بجثث رجال القوات العمومية، والتبول عليها، وقطع رأسها، بالاضافة الى هجوم على سيارات الإسعاف، وهجوم على منشآت عمومية، وكومندوهات مسلحة بأسلحة بيضاء مستعدة لقتل من يصادفها. هذه الصور الصادمة جعلت الرأي العام الدولي يكتشف لأول مرة وحشية بعض العناصر الإنفصالية. ثم نقل المغرب هجومه إلى إسبانيا، فيوم الثلاثاء الماضي انتقل وزير الداخلية الطيب الشرقاوي إلى مدريد للقاء وزير الداخلية الإسباني وعقد لقاءاً صحافيا لتقديم هذا الشريط إلى الصحافة الإسبانية. كما أعدت الوزارة مقالات لصحف إسبانية نقلت أخطاء كثيرة وحملها إلى الإسبان ووزعها على الصحافة، ثم انتقل الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية بعدها بيوم إلى بروكسل لإطلاع البرلمان الأوروبي على الشريط نفسه ولتقديمها إلى الصحافة الدولية هناك، وفي نيويورك آتى الهجوم المغربي أكله إذ أفشل المغرب رغبة المكسيك في إدانة المغرب على خلفية أحداث العيون، فاكتفى مجلس الأمن بإدانة العنف، كما تراجع البرلمان الأوروبي عن مناقشة الموضوع في إحدى جلساته. ما زاد من قوة المغرب استمرار منافسيه في تقديم تصريحات تتهمه بالكذب، فالبوليساريو لم تدن أعمال عنف مصورة ولم تتخذ موقفا منها، وهو ما سيؤثر على مصداقيتها وصورتها على المستويين المحلي والدولي، هذا الخطأ ستؤدي ثمنه غاليا مستقبلا.

المغرب رغم ضعفه الكبير في البداية على مستوى التواصل، خرج منتصرا من معركة طاحنة. التغييرات، فما جناه المغرب من هذه الأحداث على مستوى صورته دوليا كان كبيرا.
أحمد نجيم من الدار البيضاء
نقلا عن موقع إيلاف.

بدون تعليق

جمعية حقوقية اسبانية ترفع دعوى ضد وزراء مغاربة بسبب ما جرى في المخيم

جمعية حقوقية اسبانية ترفع دعوى ضد وزراء مغاربة بسبب ما جرى في المخيم
الاتحاد الأوروبي يبحث أحداث العيون مع المغرب الشهر المقبل
2010-11-18


مدريد ـ 'القدس العربي ـ من حسين مجدوبي: تستمر أحداث العيون في الصحراء الغربية في التفاعل دوليا وخاصة بين مدريد والرباط، إذ سيبحث الاتحاد الأوروبي أزمة الصحراء الغربية مع الحكومة المغربية يوم 13 كانون الأول/ديسمبر المقبل، في حين يعتزم الحزب الشعبي الإسباني طرح الموضوع في البرلمان الأوروبي لاتخاذ موقف ضد المغرب، بينما وضعت جمعية حقوقية في المحكمة الوطنية في مدريد دعوى ضد وزراء مغاربة بتهم 'جرائم ضد الإنسانية'.
وأعلن ناطق باسم الممثلة العليا للسياسية الأوروبية كاتري أشتون أمس الخميس أن الاتحاد الأوروبي سيبحث مع المغرب يوم 13 كانون الأول/ديسمبر المقبل في إطار اجتماع مجلس الشراكة بين الطرفين أحداث العيون التي وقعت يوم الاثنين من الأسبوع الماضي للاستماع لما جرى. وأشار الناطق الى موقف الاتحاد الأوروبي مؤخرا القاضي بالترحيب بمفاوضات البحث عن الحل بين المغرب والبوليزاريو والتأكيد على نبذ العنف.
في الوقت ذاته، لم يتحدث الناطق باسم أشتون عن اتصال بجبهة البوليزاريو للاستماع الى وجهة نظرها بحكم أن الاتحاد الأوروبي لا تجمعه أي علاقة رسمية بهذه الحركة. ويأتي إنعلان الاتحاد الأوروبي لهذا الموقف ليبرز مدى اهتمام أحزاب أوروبية بتطورات العيون. فحتى الأسبوع الماضي، أكدت كاترين أشتون صعوبة معالجة ملف الصحراء في الهيئات الأوروبية بسبب الانقسام الحاصل حول هذا النزاع بين الدول الأعضاء.
وفي علاقة بهذا الملف، تقدم الحزب الشعبي الإسباني في البرلمان الأوروبي بمقترح لكي يناقش هذا البرلمان خلال الأسبوع المقبل ملف الصحراء الغربية.
وتضمن طلب نواب هذا الحزب في البرلمان الأوروبي والذي حظي بتأييد من أحزاب أوروبية أخرى التصويت على مقترح ينص على احترام المغرب لحقوق الإنسان في الصحراء ومعالجة أحداث العيون.
وعلى المستوى الإسباني، نجح الحزب الشعبي في جعل أعضاء مجلس الشيوخ باستثناء المنتمين للحزب الاشتراكي بالتنديد بالمغرب في معالجته لأحداث العيون خلال جلسة منذ يومين، وكان أعضاء عن ممثلية البوليزاريو قد عقدوا اجتماعا مع رؤساء الفرق البرلمانية لشرح وجهة نظر هذه الحركة بينما لم يتم استدعاء أي ممثل عن المغرب لشرح وجهة نظر الرباط. وأكد الحزب الشعبي المتزعم للمعارضة اليمينية عزمه على تقديم ملتمس جديد لإقناع الحزب الاشتراكي بالانضمام الى مقترح يندد بالمغرب.
وكان البرلمان الإسباني أمس الخميس مسرحا لنقاش حول الصحراء الغربية، فقد رفضت وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خمينيس التنديد بالمغرب معتبرة أن المعطيات غير واضحة حتى الآن.
في الوقت ذاته، رفضت مطالب بعض الأحزاب بالتدخل مباشرة في الملف الصحراوي بحجة أن اسبانيا ما زالت مسؤولة إداريا عن الصحراء في أعين الأمم المتحدة بصفتها قوة استعمارية سابقة لمنطقة ما زالت تشهد توترا.
في هذا الصدد ترى الوزيرة أن 'اسبانيا لم تعد تتحمل أي مسؤولية في الصحراء منذ الانسحاب التام منها سنة 1976'. لكنها في المقابل، اعتبرت انه من الضروري إنجاز تقرير مستقل وغير منحاز لما جرى، ومعلنة أنها ستعالج مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون نزاع الصحراء غدا السبت في لشبونة خلال اجتماع للحلف الأطلسي.
ويتشعب الملف بشكل مثير للغاية بعدما أقدمت 'الرابطة الإسبانية لحقوق الإنسان' على رفع دعوى للمحكمة الوطنية في العاصمة مدريد. وأوردت وكالة 'أوروبا برس' أن الجمعية تتهم ثلاثة وزراء مغاربة هم وزير الخارجية والداخلية والدفاع بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وإذا كان وزير الخارجية هو الطيب الفاسي الفهري والداخلية هو الطيب الشرقاوي، فالمغرب لا يتوفر على أي وزير للدفاع. ويأمل أعضاء هذه الجمعية الحقوقية أن يتولى القاضي إسماعيل مورينو التحقيق في هذه الدعوى لأنه من المؤيدين لما يسمى العدالة الكونية.
وتحدثت الجمعية عن عشرات القتلى والمفقودين والذين تعرضوا للتعذيب، علما بأن المغرب قدم أرقاما محددة حول ضحايا الأحداث الذين سقط جلهم في صفوف قوات الأمن المغربية، كما أن جبهة البوليزاريو تحجم عن تقديم أي رقم محدد بسبب الغموض القائم في هذا الشأن.
ومن جهته، اعتبر رئيس النيابة العامة الإسبانية كانديدو كوندي بومبيدو في تصريحات صحافية مساء الأربعاء أن القضاء سيدرس هذه الدعوى التي يمكن عدم قبولها في حالة ما إذا كان القضاء المغربي يحقق فيها، مبرزا في الوقت نفسه أن وزير الداخلية المغربي الشرقاوي كان رئيس النيابة العامة في المغرب وقدم خدمات قضائية جليلة للتعاون بين البلدين في المجال القضائي.
وترى عدة منابر إعلامية إسبانية أن هذه الدعوى قد لا تعرف طريقها للبحث والتطبيق.
نقلا عن جريدة القدس العربي.

الصحراويون يقرؤون اللطيف في المساجد


طلع علينا وزيرا الداخلية و الخارجية ليطلعا الصحافة الوطنية ومن خلالها الرأي العام الوطني والدولي على الرواية الكاملة لعملية تفكيك مخيم "أكديم إزيك" وما تلاها من أحداث شغب، وما ترتب عنها من قتلى في صفوف القوات العمومية والمدنين الصحراويين. وما صاحب ذلك من شغب وسرقات وتخريب للممتلكات، واقتصرا على الإدانة التامة للأعمال الإجرامية للمشاغبين، دون أن يطلعا الشعب المغربي على بقية الراوية والمتعلقة أساسا بمن المسؤول عن ما حدث ؟ واكتفت القصة الرسمية في تعليق أخطاءنا في تدبير هذا الملف على الخارج. فإذا كان ما صدر عنهما صحيحا فهو عذر اكبر من زلة، بمعنى أن "الأسلوب الزرقاوي" الجزائري قد أصبح يعيش بين ظهرانينا دون أن نتفطن له؟
وإذا كنت من هذا المنبر الحر أدين وباسم كل الصحراويين الأصليين الأحرار مع وقع لأحبتنا في صفوف قوات التدخل وفي صفوف المدنين العزل؟ فإنني أدين بالمقابل كل محاولات التفرقة بين المغاربة عربا وأمازيغ وصحراويين، وتجيش بعضهم على بعض لإخفاء أخطائنا الأمنية وعجزنا عن قول الحقيقة وتقديم المسؤولين للمحاسبة. فلماذا لم يتحدث هذين الوزيرين على أن مخيم أكديم إزيك والذي وصل حسب بعض الإحصائيات إلى 28000 نسمة  جلهم من الصحراويين الأصلين المحصيين في الإحصاء الاسباني، أي المعنيين مباشرة بالنزاع حول الصحراء، لم يرفعوا علما واحدا للبوليساريو وأنهم لم يزايدوا على الوطن، وان هذا المخيم كان بمثابة استفتاء تاريخي يؤسس لكل الحلول المقترحة في إطار السيادة المغربية والوحدة الوطنية سواء كان جهوية أو حكما ذاتيا أو غيرهما، وضربة قاصمة للفكر الانفصالي الذي فشل في تحويل المطالب الاجتماعية إلى مطالب سياسية، فتخيلوا معي أيها الوزيرين المحترمين لو أن هذه الآلاف رفعت لنا أعلام الجمهورية المزعومة؟ ما الذي كنا فاعلوه آنذاك؟
ومما يحز في النفس هو استغلال بعض الأقلام المأجورة لهذه الواقعة لتشن حملة شرسة ضد الصحراويين لا تضاهيها إلا الحملة الاسبانية الحالية على المغرب، فإذا كنا نتفهم الحقد الاسباني على المغاربة نظرا للتجاذبات والصراعات التاريخية بين الشعبين منذ الفتح الإسلامي، مرورا بفترة حكم ملوك الطوائف، وصولا إلى محاكم التفتيش، وقضية سبتة و مليلية والجزر الجعفرية وانتهاء بانتزاع المغرب لصحرائه من فم الأسد المريض الدكتاتور فرانكو، فان ما لا نقبله هو أن تجيش بعض الأقلام الوطنية عواطف المغاربة على فئة من أبناء جلدتهم من الصحراويين، وبصيغة التعميم دون التخصيص، حيث انبرى مجموعة من الصحفيين و"المحللين" و"الخبراء في الشؤون الصحراوية"، إلى تفسير ما يقع في مخيم أكديم إزيك على انه حالة من الابتزاز و الفشوش والارتزاق الذي يمارسه الصحراويون ضد الدولة وأنهم شبعوا من حياة الرفاهية والحياة الرغيدة ، والسلع المدعمة الرخيصة المترامية في الشوارع . وأنهم أرادوا أن يحتجوا في العراء لكونهم يريدون أن تمنحهم الدولة أجرة عن شرب الشاي في الخيام، أي منطق هذا؟ وأي عقلية مريضة هذه؟  فمن المستحيل لعقل سليم أن يفكر بهذا الشكل؟  لقد جعلوا من عيد الأضحى هذا العام أسوء عيد يمر على الأقاليم الصحراوية منذ استرجاعها إلى حظيرة الوطن، وذلك بتفريقهم بين الصحراويين وإخوانهم من الساكنة الوافدة من أقاليم الشمال وإشعال الكراهية والحقد بينهم وتحطيمهم عن وعي أو غير وعي للحمة العيش المشترك والمحبة والأمن بين ساكنة مدينة العيون، مما أظن انه أصبح يفرض علينا قراءة اللطيف في المساجد وذلك بترديد دعاء" يا لطيف نسألك اللطف بما جرت به المقادير أن لا تفرق بين الصحراويين وبين إخوتهم القادمين من مدن الشمال"
ثم يستمر نفس "الخبراء في الشؤون الصحراوية" وبدل من أن يطالبوا بمحاسبة المسؤولين عن اتخاذ هذا القرار الجائر بتفكيك مخيم احتجاجي سلمي أشادت كل الأطراف حكومة وبرلمانيين وسلطات محلية بوطنيته وانه وقف في وجه محاولات الانفصاليين في تندوف تحويله عن مساره بوصفه "مخيم الاستقلال"، حيث لم ترفع راية وحدة للبوليساريو طيلة المخيم والى لحظة تفكيكه والأشرطة التي بحوزة الداخلية تثبت ذلك، فأين هو الابتزاز و الارتزاق ؟ ولكن إذا أرادوا هذا المنطق الشعبوي في التحليل الذي حاولنا لسنوات أن نترفع عنه فلهم ذلك.
فبهذا المنطق  كيف نفسر التدخل الأمني بدون حماية لرجال التدخل فهم لا يضعون الأقنعة المضادة للغازات والقنابل المسيلة للدموع، ولا يضعون الواقيات من الرصاص ولا واقيات العنق والصدر والأرجل، بل كيف نفسر الدفع بشباب ما بين 21 و25 وهم في مرحلة التمرين ويفتقدون إلى التجربة للتدخل  في مواجهة من هذا الحجم. ولماذا وقعت جرائم القتل البشعة هذه الآن ولم تقع منذ 35 سنة من الاسترجاع للصحراء، رغم أن العهد السابق قد وقعت فيه اعتقالات في صفوف الصحراويين وتم الزج بهم في معتقلات مكونة وتزمامارت وبسيسيمي الرهيبة ووصلت ببعضهم إلى أكثر من 16 سنة من الاعتقال، ووقعت أحداث كبرى مثل أحداث العيون لسنوات 1999 و2005 ولم يقع مثل هذا القتل ولا التنكيل بالجثث، إذا ليس الصحراويون من قام بهذا الفعل بل هناك  جسم دخيل على المنطقة هو الذي يرتكب هذه الأفعال؟ على الدولة أن تكشف عن الفاعلين أمام الصحراويين وأمام الشعب المغربي قاطبة، فإذا كانوا انفصاليين آو جزائريين أو من مالي أو غيرها فمن حقنا أن نعرفهم وندينهم أما أن يتحمل كل الصحراويين والصحراويات وزرهم فهذا ظلم والله وظلم ذوي القربى أشد مضاضة.. على المرء من وقع الحسام المهند، وعلى الدولة أن تحاسب من غدر بالساكنة المسالمة في مخيم أكديم إزيك وفي مدينة العيون ورفع السماعة من الرباط ليقول أن الاستجابة للمطالب الاجتماعية سيكون في اليوم الموالي، ويعطى الإذن بالتدخل دون توفير الحماية  لمؤسسات الدولة التي تعرضت للإتلاف والإحراق، ولا للمواطنين المدنيين العزل من السرقات والتخريب الذي مارسه المشاغبون سواء منهم الصحراويون أو المنحدرين من المدن الشمالية وتترك المدينة مشاعا لهم لمدة يوم كامل، ففي الدول التي تدعي قدرا طفيفا من الديمقراطية يقال وزير الداخلية ويقدم للمساءلة المسؤولين الإداريين والآمنين والعسكريين وأفراد الاستخبارات، بمنطق "إلي فرط إكرط" . 
بهذا المنطق الشعبوي الذي يصف الصحراويين بأنهم يقتاتون من ضرائب باقي المغاربة وإذا كان الوطن للجميع والكل فيه سواسية فأين وجود الصحراويين في الحكومات المغربية التي تعاقبت على المغرب وعددها ثمانية وعشرين حكومة قادها اثني عشر وزيرا أولا وتشكيلة وزراء وصلت إلى 841 وزيرا، الإجابة 3 وزراء، وكم عددهم في الكتاب العامين للوزارات الإجابة "صفر" ، وكم عددهم في المدراء المركزيين الإجابة "صفر"  ، وكم عددهم في بقية المناصب السامية الإجابة "صفر"  ، وكم عدد الصحراويين المدراء العامين للمؤسسات العمومية  الذين تعاقوا على منصب المدير العام للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، والمكتب الشريف للفوسفاط ، والمكتب الوطني للسكك الحديدية، والمكتب الوطني للكهرباء، والمدير العام للخطوط الملكية المغربية، والمدير العام للقرض الفلاحي والمدير العام لمكتب الصرف، والمدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، والمدير العام للقرض العقاري والسياحي، والمدير العام للبنك الشعبي ... و جنرالات الجيش والدرك والأمن الوطني والاستخبارات الإجابة "صفر"، وكم عددهم في سلك القضاء و الأطباء والربابنة والمهندسين والأساتذة الجامعيين الإجابة 0001،0 وكم عددهم في عمداء وقيدومي الجامعات الإجابة "صفر"، وكم عددهم في وزارة الخارجية وفي السلك الدبلوماسي خاصة وان قضية الصحراء هي القضية الوطنية الأولى والتي يجب أن يتجند لها أبناء الصحراء في السلك الدبلوماسي مثل بقية إخوانهم في الشمال، فكم عدد الصحراويين القناصلة والسفراء؟  الإجابة "صفر"، وكم عدد الصحراويين الأمناء العامين للأحزاب وفي هيئات القيادية ؟ وكم عدد الصحفيين والإعلاميين والمقاولات والشركات الصحراوية الإجابة "عيب وأحشومة"، هذه المزايدة على الصحراويين. لقد حول هذا النزاع  المفتعل الصحراويين إلى مشجب تعلق عليه الحكومات فشلها وتصدر عبرهم أزماتها الداخلية. وبالنسبة للسكن كم من أحياء للسويسي والرياض والنخيل بالصحراء وكم عدد اليخوت والقطارات ؟؟
فإذا كنا فعلا حكومة شفافة ونقدم الحقائق للشعب المغربي بكل تجرد ووطنية، فلماذا لا نخبر هذا الشعب أن كل هؤلاء الصحراوين لا يتجاوز عددهم حجم مقاطعة في الدار البيضاء، ويعيشون على مساحة تقدر بحوالي 284 ألف كم مربع. ويبلغ طول شواطئها 1400 كلم بما تحتويها من ثروات سمكية هائلة، أما حدودها البرية فتبلغ 2045 كم، وأنها تضم ثروات معدنية كبيرة حيث يوجد أكبر منجم للفوسفاط منفرد في العالم تم اكتشافه سنة 1947 وان سعر الفوسفاط قد تضاعف إلى 300 في المائة وهو ما نقذ خزينة الدولة من الانهيار بعد الارتفاع الصاروخي لأسعار البترول، بالإضافة إلى عشر خزانات من الملح كان يبلغ إنتاجها 20000 طن سنويا أما الرمال فحدث ولا حرج، وما خفي من الثروات كان أعظم، فأين التوزيع العادل للثروة؟ و كيف لحكومة تدبر شؤون أزيد من ثلاثين مليون نسمة أن تعجز عن حل مشاكل 10000 أو 12000 نسمة بمخيم أكديم إزيك، أو ليست هذه مزايدة ؟ ثم ما الذي أوصلنا أصلا إلى هذه الوضعية ؟، هل صار مكتوبا على الصحراوي أن يرضى بالقليل الذي تجود به هذه الحكومات آو سنتهمه بالانفصال  أو الابتزاز إذا احتج على التهميش والفقر فأي مغربي حر يرضى بهذا المنطق؟ الم نستفد من محاولات قمع الذات الأمازيغية فينا طوال سنين مؤججين لروح العنصرية والتفرقة بيننا ولنكرر نفس الخطأ بقمع الذات الصحراوية فينا؟ أليس سكان الصحراء ينحدرون من أصول عربية و أمازيغية، واللهجة المتداولة في الإقليم هي اللهجة الحسانية وهي مزيج بين الأمازيغية والعربية ودين المنطقة الإسلام على مذهب الإمام مالك؟ إذا من له مصلحة في إشاعة التفرقة والحقد بيننا ؟ ألا تساءلنا روح المرحوم بنزكري ورفاقه والذين عاهدناهم على ألا يتكرر ما جرى؟ أن يتم تفريق المحتجين بالأسلوب الأمني بدل الاستجابة للمطالب المشروعة؟ والى متى سنقبل بسياسة "الزرواطة" كحل سهل أمام حكوماتنا الضعيفة أليس أفضل لها أن تستقيل بدل التشبث بالكراسي؟ والى متى نقبل بالاعتقالات بالجملة و لا نحرك ساكنا بدافع الدواعي الأمنية؟ إنها ولا شك عقلية الحرس القديم والقائمة على سياسة فرق تسد حتى لا يتحد المغاربة صحراوين وأمازيغ وعرب ضد بؤر الفساد والزبونية،  وحتى تغيب ثقافة المحاسبة والمسألة وعدم الإفلات من العقاب، وان لا احد في هذا الوطن فوق القانون. ولكن أبشر المغاربة كافة أن ساعة هذا الحرس الجاثم على أنفاسنا قد اقتربت، وان المصالحة مع الصحراويين التي دعا إليها عاهل البلاد في خطاب المسيرة الأخير هي تكملة لمقولة الحسن الثاني طيب الله ثراه التي تقول" إن الخير كله يأتي من الصحراء وإن الشر كله يأتي من الصحراء".أما "الفتنة فنائمة لعن الله من أيقظها".
محمد أحمد الفيلالي
Saturday, November 20, 2010

نقلا عن موقع هسبريس الالكتروني

الجمعة، 19 نونبر 2010

توفيق مدين ينجح في تصدير آلة الذبح لعيون الساقية الحمراء

توفيق مدين ينجح في تصدير آلة الذبح لعيون الساقية الحمراء
 تنصب بضعة خيام في منطقة اكديم إيزيك حتى فاجأتنا تحذيرات قادة البوايساريو من وقوع مجزرة في هذا المخيم ، وعلقنا ببلاهة وسذاجة وربما ببلادة أن الأمر لا يعدو أن يكون تهويلا لأن الجهات الرسمية المغربية تعاملت مع هذا التجمع الاحتجاجي تعاملا احترمت فيه مطالبهم الاجتماعية ..وكنا كلما سمعنا أن مجزرة ستقع في هذا المخيم إلا واعتبرنا ذلك من باب التشويش على مسلسل المفاوضات مع المحتجين ...لقد قال وزير خارجية جمهورية الوهم الصحراوية يوم 18 أكتوبر 2010 في ندوة صحافية بمقر سفارة دولة البوليساريو بالجزائر :" قال محذرا من هجوم وشيك قد يتسبب في مجازر ضد مواطنين أبرياء عزل " هكذا بالحرف ، وقد دعا الأمم المتحدة للتدخل الفوري لإنقاذ المخيم من هذه المجزرة ..وأكد رئيس البوليساريو ما قال وزيره في الخارجية محمد سالم ولد السلك ، لقد كان قادة البوليساريو ينطقون بما يعرفون أنه واقع لا محالة ومخطط له بدقة ، وكنا نحن والعالم أجمع كلما سمعنا عن وقوع مجزرة استغربنا كيف لقوات أمنية مجردة من السلاح ولا تحمل سوى هراوات وعصي لفض التظاهرات المدنية ، كيف لها أن ترتكب مجزرة ؟ وقد كانت هذه القوات تسهر على ألا يتحول هذا المخيم إلى بؤرة للانفصاليين داخل التراب الصحراوي ليعبروا عن مطالبهم الانفصالية بطريقة سلمية ، كما كانت تمنع هي وبعض رجال الأمن المدني الذين كانوا يتقاضون أجرا يوميا على حراسة المخيم وخاصة أثناء المفاوضات مع المحتجين ، كانوا يمنعون كل أجنبي عن المخيم من الدخول حتى تسير المفاوضات في اتجاه حل معضلتي السكن والشغل ...لقد كان المغرب يؤكد بسذاجة وبلاهة أن المخيم لا يعدو كونه لصحراويين لهم مطالب اجتماعية ...لقد كان عبد العزيز المراكشي ووزيره في الخارجية لا ينطقان بما لا يعرفان بل إنهما ينتظران تنفيذ مخطط وضعوه مع أولاد توفيق مدين في مخيم كديم إيزيك ، بل كان قادة البوليساريو يناشدون الأمم المتحدة أن تعمل على التدخل لتفادي وقوع المجزرة ...أي مجزة ؟؟ والحال أننا في حوار مع المحتجين ، وقد كان العالم يتابع نتائج الحوار مع المحتجين في المخيم مما نتج عنه استهانة العالم واستخفافه بتحذيرات البوليساريو من وقوع مجزرة ... وقد بلغ السعار مداه لدى قادة البوليساريو حينما تأكدوا أن الدولة المغربية قد التفت حول هذه الحركة الاحتجاجية ولبَّت أغلبية مطالب المحتجين فيما يتعلق بالسكن والشغل ...إلا أن استخفاف العالم بالضجة الإعلامية التي أثارتها أبواق البوليساريو سواء الجزائرية منها أو القطرية استفزت عناصر البوليساريو المندسة بين سكان مدينة العيون فكان صباح يوم الإثنين الأسود 9 0 نونبر 2010 هو يوم تنفيذ المجزرة التي وعدوا العالم بتنفيذها حيث اقتحم عناصر [ النينجا ] المدججين بالسيوف مخيم اكديم إيزيك ، اقتحموه بسيارات تويوتا و على متن كل سيارة ما لايقل عن عشرة [ نينجا ] المختصين في الذبح وقطع الرؤوس والأوصال بالسيوف مما فاجأ قوات الأمن المغربية التي لا تحمل سوى العصي . لقد اتجه القتلة نحو العزل من المقيمين في المخيم يهددونهم بالذبح إذا خرجوا من المخيم فحاول رجال الأمن العزل التصدي للقتلة بأجسادهم فما كان من [ نينجا ] توفيق مدين إلا أن عملوا السيوف في رقابها وبمهارة المحاربين المتمرسين على الذبح و بقر البطون فعم الذعر المخيم وتصايح الأطفال والنساء والشيوخ وبرزت للعيان صور الذبح التي ذهب ضحيتها 200 ألف جزائري برئ نفذها رجال توفيق مدين خلال العشرية الجزائرية السوداء وتحت أنظار كاميرات العالم ... لقد كانت مجزرة فعلا كما قال قادة البوليساريو وكما كانوا يعرفون وكما كان مخططا لها بالتمام والكمال ...لقد نجح توفيق مدين في تصدير آلة الذبح المخابراتية الجزائرية إلى عيون الساقية الحمراء بالصحراء الغربية لا لشئ إلا ليرعب الصحراويين وغيرهم ممن لهم ذرة ثقة في النظام المغربي ...إن الشعب الجزئري لا يزال مصدوما مما وقع في العشرية السوداء بالجزائر ، ولا يزال مرعوبا من تكرار عمليات الذبح التي نفذها مخابرات توفيق مدين ، و ها هو الجنرال توفيق يجرب منهجه في الذبح والتقتيل في الصحراء الغربية لعله يرعب المغرب بما وقع في عشرية الجزائر السوداء ... لقد دافع رجال الأمن المغاربة عن أنفسهم بخراطيم المياه لرجال المطافئ فقتل إطفائي من الوقاية المدنية ذبحا ... إن الذين رأوا جثث هؤلاء القتلى من رجال الأمن العشرة المغاربة يؤكدون أنهم ذبحوا ومزقت أحشاؤهم بالسيوف وبمهارة القتلة المدربين على النحر بدم بارد .... 

قراءة لاحداث العيون بالصحراء* الغربية بعيون دامعة !!!

بقلم: محمد سامي
 November 18, 2010 10:38 PM
 http://www.algeriatimes.net/images/blank.gifوانا اكتب ومند مدة, هناك من اعتبرني جاسوسا, أوعينا من عيون المخزن; ومن اعتبرني مجنونا ,يضيع وسط الصحراء الشاسعة ومشاكلها المستعصية على حل , ومند 35 سنة والمشكل يراوح مكانه , وكل ماطال الزمن الا وتشعبت القضايا ونهض جيل جديد على أنقاض القديم الدي كان يوما جديدا ,وتوسعت الصحراء وكبرت عمرانا وتنمية, ومع دلك ما زالوا يطالبون مند امد بعيد, مند ان كانوا اشبالا فكبروا وكبرت انيابهم وكبر ت رغباتهم ومع دلك لابد ان يكشروا في بعض الاحيان عن تلك الانياب التي تظهر بدورها كلما جادت قريحة الجار باموال من غاز او فحم او بنزين... لايهم . 
واليوم وانا اتأمل, ظهر لي ان هناك ظلام يكسو الصحراء و في انتظار الفجر, الكل ينتظر فجره ! ..من هدا الجانب او داك,مر الزمان, ساد الظلام, وتعقد المكان, والكل ينتظر فجره هؤلاء ينتظرون انسلاخا عن الهوية .واؤلاءك ينتظرون لم الشمل والعيش في مكان واحد تحت خيمة واحدة ,خيمة الاباء والاجداد , سيعودون الى ايقاض بعض الشموع لحلحلة ظلمة المكان سعيا في بزوغ الفجر. 
في حلكة الظلام .لانور ,لا ضوء ,لا وضوء الا التيمم برمال الصحراء . 
قبل ايام غادر معطلوا العيون ,في اتجاه ضواحي العيون, يطالبون بمطالب اجتماعية صرفة هدا ما بدا لعيون الادارة الترابية والاستعلاماتية مند اول خيمة نصبت .الا انه ومع مرور الايام وازدياد الاعداد من الملتحقين بخيمة المطالب, ظهر ان ممن التحق بالمطالبين بتحسين الاوضاع ,اصناف اخرى من المجرمين والمرتزقة والخونة ودعاة التدمير والانفصال والهمجيون من ارهابيي الجزائر .ليتحول المكان الى امتداد لجمهوريتي النفط والوهم .. 
تفاوضت السلطة عن حسن نية ,وقبلت جل المطالب على امل البث في باقي الطلبات ولكن سرعان ما بدا ان النساء والشيوخ والاطفال استعملوا كأدرع بشرية من قبل المجرمين والخونة وانصار الظلام للسيطرة على مخيم (ازيك ) لتحقيق مخططات المخابرات الجزائرية ومؤيدوا الانفصال; من الاعلام الاسباني, الدين ناوروا عبر مطارات المملكة سواء عبر مطار محمد الخامس الدولي, او عبر مطارالعيون لتغطية تنفيد مخططات زعزعة امن البلاد في الاقليم المسترجع ,والموجود تحت مسؤولية الادارة المغربية باعتراف المجتمع الدولي ,ومادام تحت ادارة الحكومة والدولة المغربية ,فان المغرب ملزم بحماية ابنائه ومواطنيه , او حتى المقيمين على اراضي تعتبر في حكم المتنازع عليها ,الا ان الدولة ملزمة بحماية ارواح سكانها من عبث العابثين وكيد الكائدين كما تنص على دلك كل المواثيق الدولية .
وكما أجمعت جل الصحف الوطنية من تسمية يوم الاثنين الماضي بالاثنين الاسود ,فانه كان مظلما بفعل تعنث شردمة من المجرمين والخونة والمرتزقة وميليشيات البوليزاريو ومرتزقة الجزائر للمس بسمعة البلاد عن طريق اشعال فتيل المواجهة 
المغرب وبعد ان تفاوضت السلطات مع المطالبين بتحسين اوضاعهم وعندما اقتنعوا بالعودة الى ديارهم , استغل البعض الفرصة واخدهم رهائن بيده لتنفيد المخطط الاستخباراتي الجزائري.. ولكن أجهزتنا الامنية فطنت للمخطط, وقررت تفكيك المخيم بعد نجاح المفاوضات مع المعتصمين .وبعد القيام بجميع الاجراءت القانونية التي يقتضيها موقف مماثل, فان السلطات الامنية قد وجهت اندارات عبر مكبرات الصوت للمسؤولين عن الفتنة تطلب منهم تمكين الشيوخ والنساء والاطفال من المغادرة ,الا انهم تمسكوا بالعصيان ورفضوا دعوات السلطة الامنية للانصياع للاندارات ..وكما كشف عن دلك مسؤول امني مغربي ل (ايلاف) من أن الدولة المغربية وبفعل التزاماتها الدولية تجاه الامم المتحدة والدول المتابعة للوضع ,اد اشعرت هده الدول بتوقيت تفكيك المخيم, وطريقة التفكيك التي كانت وفق القوانين الدولية والوطنية وباشراف مباشر من السلطات القضائية ودون استعمال اسلحة نارية كما اكتفت السلطات الامنية باستعمال الوسائل(المتعارف عليها دوليا) في كل الدول الديمقراطية من تجهيز افرادها بخودات واقية ;وخراطيم للمياه لتحرير الرهائن من عصابات المجرمين التي سيطرت على المخيم تحت التهديد بالسلاح والمواجهة المباشرة مع القوات العمومية (وثبت من خلال المحجوزات تواجد اسلحة الكلا شينكوف ). 
وقد اظهرت الاحداث وبشكل لايقبل الشك ان منفدي الاعمال الاجرامية مجموعة من المجرمين والمرتزقة الدين تدربوا على الدبح والقتل بطرق بشعة, اد أن أفراد قواتنا الامنية الدين سقطوا اثناء العملية قتلوا عن طريق الدبح بالسكاكين وبوسائل حادة لاتمت للسلوك البشري بادنى صلة, كما ان ضحايا قواتنا الامنية معظمهم من حديثي التخرج من مراكز التدريب . 
لقد ضحينا مع قرب عيد الاضحى المبارك -اكبر اعياد المسلمين - بعشرة من ابنائنا الشباب من افراد القوات العمومية ,بالطريقة التي لا يحسنها الاجنود بوتفليقة, وهده هديته للشعب المغربي في هده المناسبة , والتي لن تمر عليه بسلام كما لم تمر على مدير مخابراته ( الدي دخل في غيبوبة )عقابا له من الله سبحانه وتعالى على ما تلطخت به يداه من دماء الشعب الجزائري قبل ان تطال ثلة من ابنائنا على ارض العيون ... 
كل الدول المتابعة عليها ان تهنئنا على عقلانية وسلمية تدخل قواتنا الامنية التي نجحت في استعمال اقصى درجات كظم الغيض ( ضبط النفس ) كما طالبت بدلك الدول الراعية للقضية لان مثل هده التفكيكات وتحرير الرهائن حتى في تدخلات الدول القوية كفرنسا وروسيا وغيرها وفي تدخلات مماثلة كانت نتائجها كارثية على الرهائن بالخصوص وها نحن ننجز المهمة دون اضرار الا ما اصيب به افراد من قواتنا غدرا من سيوف الارهابيين الجزائريين ومرتزقتهم ! 
لقد انتهت الاحداث لتعود العيون الى نهارها بعد ان عاشت يومين في الظلام وتسللت اليها عيون في الظلام, عيون بمختلف الالوان ,اعين زرقاء ,خضراء وسوداء و كدا من لا لون لها . لتدخلها يوما كاملا في السواد والظلام لاول مرة ومند 35 سنة وتزامنت هده الاحداث الاليمة التي فقدنا فيها عشرة من ابنائنا وهم يؤدون واجبهم في حماية مواطنيهم والدفاع عن وطنهم ليسقطوا غدرا بسكاكين الارهاب والكراهية التي تجيد استعماله مرتزقة المخابرات الجزائرية وكراكيزها من مليشيات البوليزاريو التي تعلمت اساليب القتل بالدبح كما كانت تفعل قوات الامن الجزائري وهي تفتك بمواطنيها عندما اكتسحت جبهة عباسي مدني صناديق الاقتراع ...طريقة قتل افراد قواتنا العمومية طريقة جزائرية بشعة وماركة استخباراتية مسجلة بسجل الارهابيين من قوات الاستخبارات الجزائرية التي تدربت على هده الافعال المشينة على ارض الجزائر وجربتها في ابناء الجزائر! 
تزامنت هده الاحداث ومدير المخابرات الجزائرية الدموي مدين المعروف ب"توفيق" يرقد في غيبوبة تامة وعلى السرير الطبي القاتل ولم يستطع ان يطلع على اخر تقارير فرقته بخلية الصحراء الغربية حول هؤلاء الامنيين المغاربة الدين فتكت بهم خططه بتنفيد القتل عن طريق الدبح لارهاب المغاربة ولكن هيهات, لن يرهبنا لا الدبح ولا البقر ولا الحرق لاننا ندافع عن شيء اسمه وحدة التراب الوطني ! 
احداث العيون درس للدولة بجميع مؤسساتها الامنية والاستخباراتية والقضائية ,و المجتمع المدني بكل مشمولاته ,حري بهم ان يستشفوا منه ما ينبغي الاستعداد له مستقبلا لان هده الاحداث تعد بمثابة رسالة واضحة لا غبار عليها , تحث على مبدا الوسطية حيث لا تفريط في التعامل مع القضية التي بدات تاخد منحى اخر اكثر خطورة والتباسا من طرف جميع المتدخلين الاصدقاء والاعداء على حد السواء , و لا افراط في التعاطي مع مستجداتها . 
وبقي لي ان اطرح سؤالا واحدا لعلي اجد الاجابة : - اين كانت جميع العيون لما غادرت الالاف العيون لتستقر في مخيم اسمه " ازيك " خارج العيون ؟! . 
 
نقلا عن موقع: الجزائر تايمز.

الخميس، 18 نونبر 2010

لقاء صحفي مع كجمولة بنت أبي بخصوص أحداث العيون


أحداث العيون مرحلة صعبة وحاسمة في ملف الصحراء
أحمد نجيم  : الأربعاء 17 نوفمبر
بعد أقل من أسبوع عن أحداث العيون التي جرت في الثامن من تشرين الثاني - نوفمبر، خرجت كجمولة بنت أبي النائبة البرلمانية ومنسقة جهة العيون لحزب "التقدم والاشتراكية" بتصريحات تفند بعض ما جاء في الرواية الرسمية حول الأحداث.

قضت كجمولة بنت أبي النائبة البرلمانية ومنسقة جهة العيون لحزب "التقدم والاشتراكية"، سنوات في البوليساريو قبل أن تعود إلى المغرب. وهذه الصحراوية حمّلت، في حوار مثير مع "إيلاف" الأمن مسؤولية ما تعرض له الصحراويون من نهب وتدمير لممتلكاتهم، كما تحدثت عن تدخل عنيف للقوات العمومية لتفكيك مخيم "كديم أزيك" ضاحية العيون. وقدمت النائبة معطيات أخرى صادمة في أول حوار لها مع جريدة باللغة العربية.
** ما هو ردك على انتقاد الصحافة المغربية لتصريحاتك المثيرة للتلفزيون الإسباني حول أحداث العيون؟
-عليك أن تحدد السؤال أكثر وتقول ما كتبه عني صحافة نيني (في إشارة إلى رشيد نيني، ناشر جريدة "المساء" اليومية الأكثر مبيعا في السنوات الأخيرة بالمغرب)، لقد ضخم، كالعادة تصريحاتي وأخرجها من إطارها العام، ونسب إليّ ما لم أقله، ومن الأمثلة على ما نسبه إلي أن "الأمن نهب"، فأنا لم أقل هذا بل قلت أن المواطنين نهبوا بدعم من قوات الأمن. يوم الاثنين 8 تشرين الثاني، كنت في منزلي بحي كولومينا الذي يقطنه سكان مدينة العيون الأصليين، وما بين الثانية والثالثة ظهرا، ظهرت جماعة من المخربين يحملون السكاكين والأعلام المغربية قرب المسجد ترافقهم سيارتين للشرطة، وقد نهبوا أربعة بيوت. إنني لم أقل أن الأمن هو من نهب، بل سكان الشمال غير الصحراويين، وأطالب بفتح تحقيق في الموضوع.
ّّ** كنت في مفاوضات الدقائق الأخيرة بين "تنسيقية مخيم كديم إزيك" الذي أقامه المحتجون بضاحية العيون وفككته القوات العمومية في الساعات الأولى من صباح الاثنين وبين السلطات، وهناك أخبار عن تلقيك وعود بعدم التدخل، ما صحة هذه الأخبار؟
لقد زرت والي أمن مدينة العيون برفقة لجنة شكلناها ليلة الأحد، كان الغرض من الزيارة تسلم سيارة الزاوي (أحد أفراد تنسيقية المخيم) ليحمل فيها بعض الأدوية لمرضى السكري في المخيم، وعد الوالي بالقدوم صباح اليوم التالي للحصول على السيارة. ونقلنا الأدوية على متن سيارات أفراد اللجنة إلى المخيم. قال لنا والي الأمن لن يكون هناك تدخل. وبعد أن أوصلنا الشخص الذي كان يحمل الأدوية إلى المخيم عدنا إلى بيوتنا للنوم. وعند الساعة السابعة والنصف صباحا رن هاتفي ليخبروني بتدخل القوات العمومية لإزالة المخيم.
** أنت ممثلة الشعب وقيل لك كلام كاذب، بم أحسست لحظة تلقيك خبر التدخل؟
-أحسست كأن الدنيا قد قلبت علي، لقد ضحك علي المسؤولون الأمنيون، واستعملوني ولم يفوا بما وعدوا به. إنهم يتعاملون معنا، كمنتخبين وممثلين للأمة، على أننا لا قيمة لنا.
** ألم تراودك تلك اللحظة فكرة الاستقالة من منصبك كبرلمانية؟
-فعلا تمنيت الاستقالة من البرلمان، لكنني فكرت وقلت يجب أن أندد بما حدث. بعد أن استيقظت مذهولة خرجت إلى شوارع العيون، واتجهت إلى شارع السمارة. حوالي الساعة الثامنة تقريبا التقيت بأناس مترجلين قطعوا 18 كيلومتر مشيا، منهم الشيوخ والأطفال، وبعضهم يبكي. لقد أوصلت بسيارتي سيدة وأطفالها في مرحلة أولى، وحكت لي قصة إخبارهم عند الخامسة صباحا بقرب تدخل القوات العمومية بواسطة طائرة هيليكوبتر، بعد ذلك أخبرتني عن استعمال القوات الأمنية للغاز المسيل للدموع والماء الساخن، كما تحدثت عن تصرفات رجال القوات العمومية العنيفة تجاه الشباب إذ كانوا يقودونهم بعنف عبر اللثام الذي يلبسه الشباب الصحراوي.
** ألم تشعري بالخطر أثناء تواجدك في مدخل المدينة تلك اللحظة؟
-لم أشعر إلا بالظلم، بكيت بحرقة. هناك خلل كبير في تدبير إزالة المخيم، لقد زرت جرحى ومصدومين، وأملك صورا للتدخل العنيف لأفراد القوات العمومية التي هاجمت المواطنين وهم نيام. لقد ركز عنف أفراد قوات الامن على الشباب، أما النساء والأطفال والشيوخ فطلب منهم الالتحاق بالحافلات. عند رؤية منظر مماثل تشعر أنك لا تساوي شيئا، تساءلت لمن سأوصل ما شاهدت وما جمعته من شهادات صادمة، كما فكرت عن الطريقة التي يمكنني أن أساعد فيها لوقف هذه المعاناة.
**لماذا لم توجهي سؤالا مباشرا إلى وزير الداخلية واخترت، بعد حوالي أسبوع تقديم أول تصريح لك إلى قنوات تلفزيونية إسبانية؟
-لقد تقدمت بمقترح سؤال إلى وزير الداخلية قبل الأحداث بأسبوعين تقريبا، ثم طلبت نقطة أثرت فيها موضوع المخيم وتساءلت عن ظروف اغتيال الطفل الكارح (14 سنة) الذي تضاربت الروايات حول وفاته، فالسلطات تحدثت عن حادثة سير والصحراويون أكدوا مقتله برصاصة للقوات العمومية المغربية. سافرت الثلاثاء إلى مدينتي "العيون" وعدت يوم الأحد، وسألت رئيس الفريق في البرلمان عما إذا برمج سؤالي في الأسئلة الشفوية المباشرة، فأخبرني أنه لم يبرمج بعد. إذ أن البيروقراطية في البرلمان توصلنا إلى أنه لا يسمح للنواب البرلمانيين بطرح أسئلتهم الشفوية بسرعة. كان يمكن أن ينوب وزير في الحكومة على وزير الداخلية ويجيب عن سؤالي.
أما بخصوص تصريحي إلى التلفزيون الإسباني، فهم اتصلوا بي، بحكم ثقافتي الإسبانية وأجبت على أسئلتهم. لا أحد يمنعني من أن أصرح وأستجيب لطلبات تصريحات من قبل الصحافة الإسبانية أو غيرها.
** لكن تصريحاتك تناقض الرواية الرسمية للأحداث، ألا تخشين أن يتخذ البرلمان أو حزبك "التقدم والاشتراكية" قرارا ضدك؟
-لهم الحق في اتخاذ القرار الذي يرونه مناسبا، لكن ما قلته سأعيد تأكيده كلما طلب مني ذلك.
** إذا اتخذ في حقك قرار الفصل، كيف ستكون ردة فعلك؟
-لكل مرحلة ردة فعل مناسبة له. وفي هذا السياق لا بد أن أشير إلى معطى أساسي وهو أن حزب "التقدم والاشتراكية" كان له موقف واضح في الموضوع، إذ أصدر بيانا يبين اهتمام الحزب بما حدث ويحدث ويؤكد انشغاله بالمشكل. لقد كان موقفا شجاعا للأمين العام. إن سياسة الحزب تخدم سياسة القرب، وفي هذا السياق سبق أن نظمت، باعتباري منسقة الحزب في الجهة (جهة العيون الساقية وادي الذهب) لقاءً بحي معطى الله، حضره الأمين العام ومجموعة من قياديي الحزب، ثم نظمنا لقاءات مفتوحة. وكمنسقة للحزب في الجهة أطالب بلجنة تقصي الحقائق، لجنة تشتغل بشفافية. آنذاك سندخل في خطوة أخرى بناء على ما ستتوصل به اللجنة.
الأمن متواطئ
** في تصريحاتك تأكيد على تورط رجال الأمن بحمايته لغير الصحراويين بمواجهة الصحراويين؟
-طبعا الأمن متورط، لقد كان يحمي مواطنين يحملون سيوفا وسكاكين ويخربون أملاك الصحراويين دون أن يحرك ساكنا، كما رأى إحراق مواطنين سيارات لصحراويين، سمع مواطنين يقولون "هبطوا يا صحراوة" (أي اخرجوا من بيوتكم يا سكان الصحراء)، هؤلاء رفعوا شعار "الصحراء مغربية". لقد تجنبت مدينة العيون مذبحة حقيقية، لو أن الشباب الصحراوي خرج تلك اللحظة كنا عشنا مذبحة. ومع ذلك في الأيام الأولى التي تلت أحداث العيون، شملت الاعتقالات التي شنها الأمن الصحراويين فقط.
** لماذا اتهمت الصحافة المغربية وقلت أنها تخون الصحراويين؟
-قصدت من كلامي صحيفة واحدة فقط، فقد كتبت تلك اليومية أن خياما نصبت في مخيم "كديم إزيك" خيطت في الرباط، خاصة حي السويسي، إنه اتهام مباشر للصحراويين المقيمين في الرباط بوجود تنسيق مسبق. ما يقصده كاتب تلك الاتهامات الخطيرة هو أن جميع الصحراويين يملكون خياما.
** بعد أحداث العيون، وُجِهت أصابع الاتهام إلى العائدين من مخيمات تندوف، أنت كعائدة، كيف عشت تلك الاتهامات؟
-إنه نوع من نسف واحدة من أهم السياسات التي نجح فيها المغرب. إذا اعتقل هؤلاء العائدون واتهموا بالخيانة، فسيكون لذلك، لا محالة، أثر على باقي الصحراويين المقيمين في المخيمات، كما سيكون له تأثير على صحراويين يقيمون في إسبانيا ويرغبون في الاستثمار في المدن الصحراوية. لقد شملت الاعتقالات عددا من العائدين، أعرف عائلة ألقي عليها القبض (ثلاثة أشخاص) فقط لأنهم يحملون جواز سفر جزائري، وقد أخلي سبيلها بعد ذلك، مع العلم أن الصحراويين المقيمين في تندوف يتحركون بجواز سفر جزائري.
** في سابقة هي الأولى من نوعها سقط عدد من رجال القوات العمومية ونكل بجثثهم وذبحوا، ما تعليقك على ذلك؟
-لقد وصلنا إلى مرحلة القتل، وهي مرحلة خطيرة جدا، أعتقد انها ناتجة عن تراكم الحقد والكراهية.
** الدولة تتحدث عن مخطط يستهدف المغرب بين البوليساريو والجزائر؟
-للدولة أجهزتها الاستخبارية. أتساءل كمواطنة، لماذا سكتت الدولة على مخيم تحركه أيادي استخباراتية أجنبية؟ لماذا سمحت بإقامته ولم تتدخل لفكه؟ لقد استمر المخيم شهرا كاملا، وكانت الدولة تفاوض ممثلي تنسيقية المخيم، الذين أصبحوا بين عشية وضحاها مجرمين قتلة. الدولة تقول أن المواطنين كانوا محتجزين، فلماذا لم تتدخل منذ البداية لتحريرهم؟
مرحلة جديدة بملف الصحراء
** هل يمكن أن نتحدث عن مرحلة جديدة في ملف الصحراء بدأت منذ الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر؟
-هناك مرحلة صعبة وحاسمة. طريقة تدبير الملف لما بعد الأحداث سيكون له أثر كبير على القضية. إن ما قامت به الدولة لم يكن الطريقة المثلى. من حق الدولة أن تبحث عن مرتكبي تلك الجرائم الشنعاء الدخيلة على الثقافة الصحراوية وعلى البيئة الصحراوية، لكن ليس من حقها أن تعتقل كل من فاق سنه 12 سنة من الصحراويين. كل هذا التشنج يزيد الملف تعقيدا. يجب تقييم ما حدث تقييما حقيقيا، وعلى كل واحد أن يتحمل مسؤوليته، ويفترض البحث عن الأسباب والمسببات في تلك الثورة الاجتماعية، وعن أسباب فشلنا في حلها سلميا. هذا الفشل خلق تدمرا في نفوس الصحراويين لأنهم مسوا في كرامتهم، كما يجب تجاوز توظيف نظرية المؤامرة. على الدولة أن تلقي القبض على المجرمين القتلة وأن تعتذر على تجاوزاتها، فالاعتذار المعنوي أحسن وأبقى.
** كيف ترين موقف الدولة من منع انتقال الصحافيين الإسبان إلى العيون أثناء الأحداث والسماح للصحافيين الفرنسيين بذلك؟
-أعتبره خطأ فادح، فهذا المنع سيخلق عداوة نحن في غنى عنها، يجب أن نعرف أن اللغة الإسبانية هي لغة أساسية عند الصحراويين. كان على الدولة أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار وأن تسمح للصحافيين المهنيين الذين لم يرتكبوا أخطاء مهنية بالانتقال إلى العيون.
نقلا عن موقع إيلاف