الخميس، 18 نونبر 2010

الأسيــــــر836: رحلة العودة من الجحيم(الحلقة الثانية)

الأسيــــــر836:

رحلة العودة من الجحيم.....
"إذا لم تستطع أن تقولها فلا يمكن أن تهمس بها"، قولة الفيلسوف لودفيغ فيتغينشتاين.

بقلم: محمد الامين موراد.


v      الانخراط في صفوف القوات المسلحة الملكية .
            بعد هذا التاريخ وذلك يومه :01 مارس 1959 التحقت بالمقاطعة الثامنة بمنطقة الفراح جنوب مدينة طانطان ، لأتجه فيما بعد رفقة الغيلاني ولد المختار ولولاد ولد سيدي حماد وقائد المائة داحا ولد لحبيب حيث أنيطت بنا مهمة حراسة إبل جيش التحرير والتي سنقوم بتسليمها يومه:01 يونيو 1959 إلى رئيس دائرة طانطان القائد السيد بريكة الزروالي .
            لنلتحق بعد ذلك إلى مدينة بوزكارن حيث تم تسجيلنا من طرف قادة جيش التحرير السادة : إدريس الحارثي والقائد بن المخطار ، حيث وجدنا في انتظارنا مجموعة من الشاحنات العسكرية للقوات المسلحة الملكية بمدينة تيزنيت والتي ستقوم بنقلنا إلى مدينة الحاجب وتم إعطاء كل واحد منا خمس دراهم من أجل شراء ما نحتاجه من تغذية.
            كان وصولنا إلى مدينة الحاجب يومه: 01 يوليو 1959 حيث مركز التدريب ، إذ انخرطنا في الفوج السادس عشر للمشاة بقيادة النقيب ميلود النعيمي ، وطيلة هذه المدة تلقينا العديد م التداريب البدنية والقتالية وذلك إلى حدود شهر فبراير 1960 حيث سيقوم بزيارتنا المغفور له جلالة الملك محمد الخامس رحمه الله يرافقه وزير الدفاع آنذاك المحجوب أحرضان والجنرال الكتاني والسيد امبارك البكاي والمرافق الخاص لصاحب الجلالة النقيب محمد أوفقير .
            بعد هذا التاريخ وبالتحديد في أوائل شهر أبريل 1960 أصبت بمرض الزيت المسموم والذي كان سببا في إعفائي من الخدمة العسكرية دون أي تعويض . لأعود مرة أخرى إلى أسلاك القوات المسلحة الملكية يومه 01 غشت 1961 بمدينة طانطان إثر تنامي الدعوات لتحرير الأراضي الجنوبية المغتصبة من طرف الاستعمار الاسباني . وقد قضيت ما يقارب سنتين من التداريب العسكرية الشاقة ، لننتقل فيما بعد للمرابطة بالمراكز الحدودية القريبة من مواقع الاستعمار الاسباني ، حيث قضيت أزيد من سنة كاملة بمنطقة الزاك  بالتجريدة الحدودية تحت قيادة النقيب أباعلي أبا الشيخ ، إلى أن اندلعت حرب الرمال مع الشقيقة الجزائر سنة 1963 .
            حيث كانت بداية الشرارة الأولى للحرب الهجوم الجزائري دون سابق إنذار ومن دون سبب على مركز للقوات المساعدة على بعد 40 كلم شرق مدينة  محاميد الغزلان الحدودية ، ثم زحفت قوة جزائرية أخرى يقودها عامل مدينة تيندوف مدعومة بقوة من المظليين الجزائريين يقودهم رائد مصري آنذاك على مدينة الزاك، وقد استطاعت القوات المغربية في دحر هذا الهجوم بفضل المجهودات التي قامت بها الوحدات الصحراوية المنخرطة في صفوف القوات المسلحة الملكية وخاصة مجموعة الملازم حبوها لحبيب  العائد لتوه من مدينة تيندوف هربا من بطش القوات الجزائرية ضد أبناء قبيلة الركيبات والذين قاموا مباشرة بعد رحيل القوات الاستعمارية الفرنسية برفع الأعلام المغربية بهذه المدينة وخاصة المرحوم حمدي أباعلي الذي قضى على إثر هذه الأحداث هو ومجموعة معه مدة سنتين بالسجن العسكري بمدينة بشار الجزائرية حيث تعرضوا لأصناف مختلفة من التعذيب النفسي والجسدي والأعمال الشاقة ،والذي سيلتحق في وقت لاحق بأرض الوطن حيث تم تكريمه من طرف صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله .
            وقد قامت مجموعة حبوها لحبيب بقتل الرائد المصري الذي يقود قوة المظليين الجزائرية واستطاعت مجموعته أسر ما يقارب :300 جندي جزائري من مختلف الرتب العسكرية ، كما قام المرحوم الملازم علي بويا ميارة بأسر مجموعة تتكون من 14 جندي جزائري يقودها ضابط برتبة ملازم ـ تسللت ليلا على ظهور الجمال محملة بالألغام والمتفجرات كانوا يقومون بزرعها بمحاذاة مدينة الزاك .
            وقد شاركت أنا شخصيا مع الفوج الثاني للمشاة بقيادة الرائد أمبابا ادريس عامل إقليم طانطان في دحر الهجوم الجزائري على منطقتي مركالة و أم لعشار حيث لم يعد أحد من القوة الجزائرية التي تمت إبادتها عن بكرة أبيها، وقمنا بالزحف على مدينة تيندوف حيث لم تعد تفصلنا عنها غير مسافة 25 كلم ، إلى أن توصلنا ببرقية مستعجلة من القيادة العامة تأمرنا بالتراجع إلى مدينة فم الحصن المغربية ، حيث سيتم وقف إطلاق النار بوساطة منظمة الوحدة الإفريقية .
            بعد هذا التاريخ وبالتحديد سنة 1964 سألتحق بمدينة أكادير للخضوع لفترة تدريبية مدة أربعة أشهر ، لألتحق فيما بعد وذلك يومه :01 أبريل 1964 بالمستشفى العسكري بمدينة مراكش حيث حصلت على دبلوم في التمريض الطبي بتاريخ:01 نوفمبر 1965 والذي بموجبه تم تعييني ممرضا عسكريا ومدنيا لمدينة الزاك إلى حدود سنة 1968 ، وممرضا بمركز تويزكي إلى حدود سنة 1969 ، وممرضا عسكريا بمركز لبيرات إلى حدود سنة 1970 .
لأعود في سنة 1971 إلى مدينة الحاجب حيث خضعت لفترة تدريبية دامت مدة سنة ، انتقلت بعدها في شهر نوفمبر 1972  إلى مدينة طرفاية لمزاولة مهنة التمريض ثم إلى مدينة طانطان من جديد حيث العائلة . وحيث ستعرف هذه المدينة في هذا التاريخ وبالتحديد سنة 1973 كما هائلا من الأحداث المتسارعة والتي سيكون لها الأثر العميق في تاريخ الصحراء بشكل خاص وتاريخ المغرب بشكل عام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق