الخميس، 18 نونبر 2010

الأسيــــــر836: رحلة العودة من الجحيم(الحلقة السادسة)

الأسيــــــر836:
رحلة العودة من الجحيم.....
"إذا لم تستطع أن تقولها فلا يمكن أن تهمس بها"، قولة الفيلسوف لودفيغ فيتغينشتاين.
بقلم: محمد الامين موراد.
وخلال هذه الفترة كنت حاضرا عندما زارنا وزير الخارجية الإيراني علي أكبر ولايتي  يرافقه وفد دبلوماسي رفيع ، وذلك بالمتحف العسكري للبوليساريو، حيث خاطبنا باللغة الانجليزية متبجحا بأنه:" إن شاء الله سنحتفل في العام المقبل بنظام جمهوري في المغرب" ، فأجابه النقيب نجاب علي الذي كان يتكلم اللغة الانجليزية بطلاقة: " معاذ الله أن تزول الملكية من المغرب فهي اللحمة التي توحد المغاربة "، فما كان من وزير الخارجية الإيراني إلا أن هب يصفع ويضرب في النقيب نجاب علي ، هذا الأخير سيتعرض بسبب أقواله هذه للكثير من التعذيب والأشغال الشاقة والتجويع من طرف مسؤولي الأمن ، وسيتم سجنه في غرفة إنفرادية لا تتجاوز مساحتها متر واحد  سيقضي بها مدة تتجاوز الثلاثة أشهر.
            وسيتعهد وزير الخارجية الايراني للبوليساريو بتقديم مجموعة من الأسلحة من ضمنها :100 دبابة إيرانية ، وأحذية بلاستيكية ومعاول وعربات صغيرة لحمل الرمال هدية منه للأسرى المغاربة .
خلال هذه الفترة سأكون شاهدا على تعذيب النقيب نجاب علي مرة أخرى بسبب رفض هذا الأخير قراءة تقرير سياسي ضد الملكية والدولة والنظام المغربي ،والذي تم تحريره من طرف العميل الملازم ب. ص. ع.م، والذي سيذاع بإذاعة البوليساريو.
حيث سيقضي النقيب نجاب علي مدة أربعة أشهر يحمل لبنتي بناء على كتفيه ، ويلازمه حارس يضربه بسلك كهربائي على مختلف أنحاء جسمه طيلة النهار من السادسة صباحا حتى الساعة السابعة مساءا ، لدرجة بدأ معها جلده في التفسخ ، وأصيب بمرض السكري ، وبدأت أسنانه تتساقط بسبب تقرح الأسنان وفقر الدم ، وبعد انتهاء جلسات التعذيب هذه يتم إيداعه بالزنزانة الانفرادية السالفة الذكر حيث لا توجد نافذة للتهوية في أجواء من الحر المميت .
ولم ينتهي هذا العذاب إلا عندما أصيب النقيب نجاب علي بالإغماء ودخل في غيبوبة دامت يوما كاملا ، قرر بعدها جلادوه التوقف عن تعذيبه بعد أن شارف على الموت .
 سأظل طيلة هذه الفترة بسجن الرابوني ولن أغادره إلا في حدود أواخر شهر ماي من سنة 1986 ، على إثر وشاية مغرضة من طرف أحد الأسرى الذين تم إستقطابهم من طرف أجهزة الأمن للبوليساريو ويتعلق الأمر بالعريف م. ع. ق الذي أصبح في وقت وجيز ذو حظوة خاصة لدى أجهزة ومسؤولي الأمن لدى البوليساريو ، حيث أصبح مسؤولا عن التموين الخاص بالأسرى بمركز الرابوني ، ومكلف بمهمة التجسس على الأسرى ، وكشف محاولات الفرار التي قد ينظمها بعضهم ، بل أكثر من هذا إعطاء الأوامر لجلادي البوليساريو من أجل تعذيب الأسرى.
في هذا التاريخ سيكتب لنا الخروج من تحت الأرض لنرى النور بعد ظلمة طويلة وحالكة ، حيث صدرت الأوامر عندما زارنا قائد الدرك الحربي الجزائري لمنطقة الساورة ( والتي تضم مناطق: تيندوف، لعبادلة ، بشار ، أم لعسل ، ومنطقة حاسي المنير) يرافقه مدير الأمن آنذاك السيد عمر الحضرمي حيث لام هذا الأخير على معاملة الأسرى بهذه الطريقة اللإنسانية . فكان أن صدر القرار بأن يبني الأسرى بيوتا طينية لهم على شكل قباب.
وبعد انتهائنا من بناء هذه البيوت الطينية سيزورنا أمين عام جبهة البوليساريو محمد عبد العزيز برفقته سائقه وحارسه الشخصي ليطلع على أحوالنا ، واستدعاني لمرافقته مشيا على الأقدام نحو مدرسة 12 أكتوبر التي تفصلنا عنها مسافة كيلومتر  حيث وضع يده على كتفي ، وبادر إلى سؤالي عن أحوال الأسرى ، فقدمت له تقريرا مفصلا عن ما يعانوه من تعذيب وتجويع ونزع للدم ، كما تحدث له عن معاناة النقيب نجاب علي ،كل هذا وهو ينصت دون إبداء أية ملاحظة ، إلى أن وصلنا إلى مركز الاستقبال الخاص بمدرسة 12 أكتوبر حيث وجدنا أمامنا مدير المدرسة ولاد ولد الوالي ولد موسى والسيد البطل سيد احمد الذي تفاجأت بإصابته بالعمى على إثر إحدى العمليات العسكرية .
وقد وجدت هذا الأخير أكثر عنادا وصلابة في مواقفه ضد المغرب ، حيث دعاني من جديد للإنضمام إلى صفوف البوليساريو ، ولا زلت أتذكر كلماته حين خاطبني قائلا : "دعك من هذه الخبزة المحروقة بالمغرب، وانضم لصفوفنا "،وبعد انتهاء وجبة العشاء عدت إلى السجن إلى رفاقي في الأسر.
            بعد هذا اللقاء ستتحسن ظروف الأسرى بأمر من محمد عبد العزيز ، حيث أصبحت تقدم لنا نفس التغذية التي يحصل عليها أفراد البوليساريو بمدرسة 12 أكتوبر ، كما أن الأشغال الشاقة قلت ، وأصبحنا نحصل على ساعتين للراحة في منتصف النهار ، ويوم راحة يوم الجمعة ، كما أن عمليات التعذيب الممنهج منعت إلا عن من تم الإمساك به محاولا الفرار .
            أما بخصوص النقيب نجاب علي فقد جاءه الفرج و تم إرساله إلى مدرسة 27 فبراير ، حيث أصبح يدرس اللغة الانجليزية بها .
             وقد عرفت هذه الفترة قدوم ما يقارب : 700 عائلة من الطوارق من شمال مالي ، تم توزيعهم على المخيمات ، وبقيت الأوضاع على ما هي عليه إلى سنة 1988 حيث ستعرف المخيمات انتفاضة عارمة ضد الاستبداد والطغيان الذي كانت تمارسه قيادة البوليساريو.
و الحقيقة أنه بحكم أننا كنا رهن الأسر لم نكن على إطلاع بما يحدث في المخيمات، لكن الأكيد  هو أن هذه الأحداث كانت من الخطورة لدرجة دفعت البوليساريو للاستعانة بقوات الجيش والدبابات من أجل محاصرة المخيمات ، وتم قطع الاتصال بين هذه الأخيرة .
 وعرفت المخيمات حملة واسعة من الاعتقالات والتنكيل بالعائلات ، وكانت تصل إلى مسامعنا أخبار عن سجن العديد من الصحراويين بما فيهم قيادات وأطر داخل قيادة البوليساريو وكوادر ومسؤولين في أجهزة الأمن نذكر منهم : عمر الحضرمي ، ومحمد سالم ولد السالك وزير الخارجية ، وهدو دافا أحد الكوادر الأمنية وأعداد كثيرة من الشباب والمثقفين ، لا لشيء إلا لمطالبة هؤلاء بممارسة نوع من الديمقراطية داخل أجهزة البوليساريو.
            والحقيقة أنه بعد هذه الأحداث سيتمتع الأسرى بهامش ولو بسيط من الحرية ، ذلك أن البوليساريو ستبدأ في التفكك من الداخل ، والمعنويات ستبدأ في الانهيار، ولم يعد أحد يعنيه أمر الأسرى ، وأصبح الكل يبحث عن لقمة العيش حتى لو اضطر إلى مشاركتها واقتسامها مع أسير مغربي. وقد بدأ الأسرى يسيطرون على جميع الأعمال والمهن والخدمات داخل البوليساريو، و تغلغلوا في هذه الأخيرة لدرجة مكنت البعض منهم الحصول على معلومات جد خاصة وسرية عنها ، ويكفي أن نذكر هنا بأن الحلاق الخاص لمحمد عبد العزيز لم يكن غير الأسير المغربي العريف النويجح عبد الله من الفوج الأول للمشاة .
            و أذكر هنا أحد الأبطال الذين صقلت مواهبهم معاناة الأسر لدى جبهة البوليساريو ، ويتعلق الأمر بالأسير المدني السيد عبد الله لماني الذي استطاع من خلال عمله بالسجن المركزي الرابوني طيلة مدة 23 سنة من رسم خرائط المراكز الخاصة بالبوليساريو ومؤسساتها ومواقعها العسكرية ، واستطاع سرقة تصميم سجن قصر البوخاري المعروف بسجن بوغار الجزائري من أحد مكاتب إدارة أمن البوليساريو ونسخه ، كما قام بكتابة مذكراته والتي تحمل عنوان :"الرعب" ، استطاع تسريبها لتنشر بالخارج على يد صحفي كندي رغم المراقبة الصارمة من طرف مخابرات البوليساريو والمخابرات الجزائرية.
  كما استطاع أن يوصل صوته وصوت الأسرى المغاربة لمنظمة فرنسا الحرياتFRANCE LIBERTEES  التي ترأسها حرم الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران السيدة دانييل ميتران ، هذه المنظمة ستراجع على إثر هذه الرسالة مواقفها المؤيدة لجبهة البوليساريو بعد أن تأكدت لها فظاعة الجرائم التي تمارسها هذه الأخيرة ضد الأسرى المغاربة.
            وفي أوائل سنة 1989 قامت جبهة البوليساريو باختيار مجموعة تضم مائتي أسير مغربي من أجل إطلاق سراحهم، وقد كنت من بين المفرج عنهم، ومرة أخرى عرضوا علي أنا وأربعة أفراد معي وهم السادة: الرقيب حميميدي سيد احمد ، الجندي مرتاح الهيبة ، الجندي ابراهيم الركراكي والعريف زعكون علي الاختيار بين الانضمام إلى صفوف البوليساريو أو العودة إلى المغرب، فقررنا البقاء مع مجموعتنا آملين العودة إلى وطننا.
وسيقوم أفراد من الهيئة الدولية للصليب الأحمر بزيارتنا وقاموا بأخذ صور شخصية لنا وأعدوا لنا ملفات شخصية ضمت أسماءنا وأرقام تسجيلنا ورتبنا العسكرية، وكانت هذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها ممثلون من هذه الهيئة للأسرى المغاربة .
وبعد رفض الحكومة المغربية تسلمنا فيما فسر آنذاك بأنه قد يعتبر اعترافا ضمنيا من هذا الأخير بجبهة البوليساريو، استطاعت هذه الأخيرة تصريف قضيتنا إعلاميا لصالحها لتظهر أمام العالم كتنظيم سياسي إنساني في تعامله مع الأسرى يريد تسليم هؤلاء لوطنهم لكن هذا الأخير يرفض.                        
            وقد بدأت الوفود الصحفية والبرلمانية والسياسية والمنظمات الإنسانية بالتقاطر علينا من كل أنحاء العالم ، حيث زارنا وفد من الكونغرس الأمريكي ، ووفد آخر من البرلمان الايطالي ، كما زارنا نائب الحاكم العام للصحراء خلال الفترة الاستعمارية الاسبانية العقيد فيكوري ، كما جاءتنا وفود من الشقيقة الجزائر وخاصة الزعيم الحزبي الجزائري سعيد سعدي والنائبة البرلمانية لويزة حنون والتي أعجبها كلامي عندما قلت لها : "بأننا في المغرب العربي الكبير لسنا بحاجة للأسلحة المستعمر لكي نتقاتل بها ، وأننا في حاجة ماسة لمحاربة الجهل والتخلف وأن نضع أيدينا في أيدي بعضنا ونتوحد لمواجهة المخططات الاستعمارية التي تحاك ضدنا ، فالأصل واحد ، والتاريخ واحد ، والدين واحد والمصير واحد شئنا أم أبينا ..." فما كان منها إلا أن هبت لمعانقتي على مرأى ومسمع من الوفد المرافق لها والذي كان يضم عناصر من المخابرات العسكرية الجزائرية والأمن الخاص بالبوليساريو.
            وقد تم اختياري أنا و العريف زعكون علي والرقيب أول أبوشي ميمون من أجل تقديم تصاريح للصحافة الأجنبية التي كانت تزورنا والتي كنت أشرح لها حقيقة الأوضاع بالصحراء ووضعنا كأسرى ، مما دفع بمسؤولي البوليساريو لتهديدي بقطع رأسي إ ذا أنا عدت للدفاع عن قضية وحدتنا الترابية ولم أقدم صورة مشرقة عن البوليساريو.
            وفي هذه الفترة سيعرض علينا الوفد البرلماني الايطالي والذي كان يرافقه بعض ممثلي وسائل الإعلام منحنا اللجوء السياسي ، إلا أننا رفضنا هذا العرض لقناعتنا بأننا جنود تم أسرنا في ساحة المعركة تضمن لنا مختلف المواثيق الدولية حق العودة إلى أوطاننا من دون أية مزايدات سياسية من هذا الطرف أو ذاك.
            وفي أواخر سنة 1989 سأصاب بمرض الزائدة الدودية APPANEDECITE  سأخضع على إثره لعملية جراحية بمستشفى "الشهيد بلا " والمعروف بمستشفى "الرويضة"  على يد أحد الأطباء الصحراويين والمسمى : ابراهيم ولد الباربيرو وتساعده جراحة كوبية والتي ستكون لي معها قصة غريبة سأذكرها لاحقا .
            حيث بعد قضاء ثلاث ساعات بغرفة العمليات وبعد مرور ثماني وأربعين ساعة ، سيتم نقلي إلى غرفة طينية غير نظيفة ومغطاة بالقصدير بت بها ليلة كاملة من دون أن يراقب أحد حالتي الصحية .
وفي اليوم الموالي جاءت الجراحة الكوبية تبحث عني لتجدني في هذه الغرفة التي لا تتوفر بها أدنى شروط التعقيم والنظافة ، فما كان منها إلا أن صرخت في وجه القائمين على هذا المستشفى ، ولا زلت أتذكر كلماتها باللغة الاسبانية :" أنتم عنصريون ،إنكم تعالجون البشر على أساس الجنسية وليس على أساس الإنسانية ". فما كان من المدير العام لهذا المستشفى السيد امربيه ولد البوخاري والذي لابد لي أن أذكر بعضا من مناقبه ، ذلك أن هذا الرجل الذي كان أحد أعضاء جيش التحرير المغربي من الشخصيات الطيبة والرحيمة والتي كانت تعامل الأسرى المغاربة معاملة الأخوة والإنسانية، إلا أن أعطى أوامره للطاقم الطبي للمستشفى من أجل وضعي في غرفة خاصة وتقديم العلاجات الضرورية لي.
سأقضي بهذا المستشفى مدة ثلاثة أشهر كنت أساعد الطاقم التقني في فرز الأدوية وتصنيفها وترتيبها بالمستودعات الخاصة بهذا المستشفى ، وقد تمكنت من سرقة البعض منها ونقله معي إلى مركز بوكرفة الذي سيتم نقلي إليه في وقت لاحق وبالتحديد في شهر يونيو من سنة 1989 .
            وهذا المركز هو عبارة عن القاعدة الخلفية للناحية العسكرية الثالثة للبوليساريو والتي كان يقودها آنذاك أيوب لحبيب الذي عاد إلى أرض الوطن مؤخرا ، هذا الأخير سيدعوني إلى مكتبه الخاص بهذا المركز حيث طلب مني أن أدله على أسيرين من أبناء عمومته معنا ، فكذبت عليه حيث أعطيته إسمي أسيرين مدنيين هما : محمد مبارك بن اليزيد من مدينة طاطا و البشير بن حيمد من مدينة فم الحصن وطلبت منهم أن يدعوا أنهم من قبيلة الركيبات فخذ لبيهات لمرازكية ، وأنهم مزدادون بشمال المغرب ولا يعلمون شيئا عن عائلاتهم ، فانطلت الحيلة عليه ليتم إطلاق سراحهم داخل المخيمات ليتمكنوا بعد حوالي أربعة أشهر من الفرار من قبضة البوليساريو والالتحاق بأرض الوطن.
            و في أواخر شهر أكتوبر من سنة 1989 ستقرر البوليساريو بدعم من مجموعة برلمانية إيطالية مساندة لأطروحة البوليساريو ، وفي أعقاب الزيارة التي قام بها وفد من قياديها لمدينة مراكش حيث تم استقبالهم من طرف الملك الراحل الحسن الثاني ، إطلاق  سراح مجموعة من الأسرى المغاربة تضم مائتي أسير كنت من ضمنهم .
            و قد كانت فرحتنا عارمة بسماعنا هذا الخبر حيث أحسسنا للمرة الأولى بأن ساعة الفرج قد اقتربت بعد طول انتظار، حيث ستقوم منظمة الصليب الأحمر الدولي بزيارتنا لأول مرة منذ تاريخ أسرنا . إلا أن فرحتنا لم تكتمل بسبب رفض الحكومة المغربية تسلمنا فيما فسر في حينه بأنه رفض للاعتراف بجبهة البوليساريو ، إلا أن هذه الأخيرة ستنجح في استغلال قضيتنا إعلاميا بل تاجرت بها وجنت من خلالها الكثير من المكاسب المادية والسياسية والدبلوماسية.
            ذلك أنه بعد الرفض المغربي ستتقاطر علينا الوفود الصحفية والبرلمانية والدبلوماسية من مختلف أصقاع المعمورة، كان من بينها وفد عن البرلمان الإيطالي الذي عرض علينا اللجوء السياسي فكان ردنا الرفض بطبيعة الحال لأننا لم نكن نقبل المساومة على وطنيتنا.
كما زارنا وفد صحفي من المملكة الهاشمية الأردنية والذي تعاطف معنا أيما تعاطف، حيث امتعض أعضاؤه لرؤية أسير عربي عند أخ له عربي.
            كما زارنا وفد يضم عددا من الأعيان والشيوخ الصحراويين وبرفقتهم نائب الحاكم العام للصحراء إبان الحقبة الاستعمارية الاسبانية العقيد فيكوري الذي كال لنا الكثير من السب والشتم ، وقال لنا بأنا مجموعة من المحتلين والغزاة ، ونسي هذا الأخير أنه أخر من يمكن له أن يتحدث عن الغزو والاحتلال وهو الذي لا زالت أيديه ملطخة بدماء الشرفاء من أهل الصحراء ، وقد استغربت كيف أمكن لقيادة البوليساريو التي تعتبر نفسها حركة تحرر وطني وامتدادا طبيعيا لحركة الشهيد سيدي إبراهيم بصيري أن تنظم زيارة من هذا النوع لمثل هؤلاء الجلادة ، ولكنها السياسة حيث أن عدو الأمس قد يصبح حليف اليوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق